تعتبر ظاهرة العناد عند الأطفال أو "الطفل العنيد" من أكثر المشاكل التي تواجه الآباء، ويفقدون فيها السيطرة على طفلهم، حيث يعاند الطفل أبويه في تنفذ أمرهما حتى لو كان هذا الأمر في مصلحته، أو يصر على عمل أشياء قد تكون مضرة له.
ويمارس
الطفل العنيد صفة العناد دون تراجع أو ليونة حتى مع حالات قد يلجأ فيها الأب أو
الأم إلى ضربه وعقابه بالوسائل المختلفة.
ولظاهرة
الطفل العنيد أو العِناد عند الأطفال أو مشكلة الطفل العنيد أعراض وأسباب كثيرة
تختلف من طفل إلى آخر، نذكر بعضها في هذا المقال، ونضع حلول علمية لها للحد من
تفاقم هذه الظاهرة وعلاج أسباب العِناد عند الطفل.
علامات العِناد عند الأطفال (الطفل العنيد)
ذكرنا أن أعراض وأسباب وأسلوب علاج
مشكلة العِناد لدى الأطفال تختلف من طفل إلى آخر، فليس بالضرورة أن تجتمع كل
الأعراض والظاهر بطفل واحد، أو حتى تظهر آثارها بشكل مماثل لكل طفل، ومن أعراض
ظاهرة العِناد أو "الطفل العنيد":
- الرفض التام لأوامر الوالدين أو غيرهما.
- إظهار الطفل العنيد غضب شديد أثناء توجيهه أو طلب الكف عن فعلل معين.
- رفض الطفل العنيد التنازل عن رأيه أو موقفه ويرى نفسه على صواب والباقي على خطأ، بل يشعر أحيانا الطفل بالاستمتاع بهذا العناد، لزلك يزيد من حدة عناد.
- إصرار الطفل العنيد على ارتكاب سلوكيات غير مقبولة لمعاندة لوالديه.
- تأخر استجابة الطفل العنيد لفعل ما يطلب منه وأحيانا عدم فعل الأمر نفسه أو تسويفه.
أسبـاب ظاهرة الـعِـناد عند الأطفال (الطفل العنيد)
تتعدد أسباب مشكلة العِناد عند الأطفال حسب طبيعة تربية الطفل العنيد، وحالته النفسية، والبيئة التي نشأ فيها، وطريقة تربية والديه له أو غيرهما، ومن هذه الأسباب:
· - التدليل الزائد للطفل العنيد وتلبية رغباته حتى لو كانت غير منطقية أو زائدة عن الحد.
· - عصبية الآباء المفرطة في تعاملهم مع بعضهم أو مع الأطفال مما يؤثر في سلوك أبنائهم.
· - ضعف خبرة الوالدين في معرفة سلوكيات الأطفال وكيفية علاجها.
· - استخدام الآباء طرق علاج غير مناسبة لطبيعة الأطفال وما يعانيه من مشكلات.
· -إجبار الطفل العنيد على سماع الأوامر دون معرفة أسبابها يجعله أكثر عنادا وإصرارا في عدم سماع الكلام.
· - وسم الطفل العنيد بصفة العنيد وتكرارها على مسامعه، خاصة أمام الغير يجعله أكثر عندًا.
· - في مرحلة ما من مرحلة الطفولة يصر الطفل العنيد على إثباته ذاته واستقلاليته، وشعوره في الرغبة بالاقتناع قبل تنفيذ الأوامر.
· - التهديد المستمر من الوالدين بمعاقبة طفلهم وضربه، مما يحفزه دائما على مقاومة السيطرة عليه، ويكون العِناد وسيلة التعبير عن رفض هذا التهديد المستمر
· - قسوة الوالدين في التعامل مع الأطفال، وعدم الدردشة معهم، مما يتسبب في شعور الأطفال بالضعف والكبت، مما يجعله يعبر عن رفضه لهذا بالعِناد وعدم سماع الكلام.
· - سرعة استجابة الآباء لبكاء الطفل العنيد، والاستسلام لطلباته للراحة من صراخه وبكائه.
· -- ظلم الآباء لأبناهم والتفرقة في المعاملة بين الآباء، تشعر الأطفال بالغيرة والإحباط، ويعبرون عن رفضهم لهذه التفرقة بالعِناد وعدم الانصياع لأوامر الوالدين.
· - عدم التفاعل والتجاوب مع رغبات الأطفال وما يشعرون، بل إهمال طلباتهم المنطقية والطبيعة بالنسبة للأطفال، رغبات الأكل والشرب والنوع وطلب الراحة بسبب التعب، مما يزيد من توترهم وعنادهم.
اقرأ أيضًا: 6 نصائح للتعامل مع مرحلة المراهقة عند الشباب
وسائل وعلاج الطفل العنيد أو ظاهرة العِناد عند الأطفال
تتعدد وسائل علاج الطفل العنيد أو ظاهرة العِناد عند الأطفال، ولها نتائج فعالة حسب طبيعة مشكلة كل طفل، والأسباب التي جعلت منه طفلا عنيدا، ومن هذه الحلول أو وسائل العلاج:
·
الاستماع إلى الأطفال وكثرة الحوار معهم
على الآباء الاستماع لأطفالهم
ومشاركتهم الحديث والحوار بشكل مستمر، لتربية الطفل على السلوك الصحيح في النقاش
والتفاهم، وعلى النفيض ضعف الاستماع والكلام بين الآباء والأبناء يخلق بيئة مضربة
وغير صالحة لتربية الطفل على السلوكيات السليمة.
· القدوة الحسنة
حتى يتحلى الأبناء بالصفات التي نرغب في ممارستهم لها، يجب علينا كآباء عن نتحلى بها أولا، وأن نكون قدوة حسنة لهم في الأقوال والأفعال والتصرفات.ونحذر
الآباء من أن يماس الآباء أمام أبناهم سلوكيات خاطئة كالكذب والعصبية وغير ذلك من
الصفات التي تنعكس سلبا على تربية الأبناء.
فإذا
أراد الآباء أن يمتنع أطفالهم عن فعل سلوك خاطيء معين، يجب أن تمتنعوا على فعله
أنتم أولا.
اقرأ أيضًا: 8 أسباب لعلاج ضعف ثقة الطفل بنفسه
·
مدح الطفل بشكل مستمر على أفعاله الحسنة
مدح الطفل باستمرار من وسائل علاج
الطفل العنيد والتي تؤثر فيه بشكل إيجابي، حيث يشعر بتقدير أبويه له على أفعاله
الصحيحة وأعجابهما بها، مما يحفزه على الإكثار منها والتحلي بها.
· المشاركة والعطاء
تربية الطفل على سلوكيات وصفات التعاون والأخذ
والعطاء ومشاركة الأشياء يخلق بداخلهم الشعور بالسعادة والراحة النفسية، والبعد عن
الأنانية والعِناد، لأن الطفل يشعر أنه سوف يحصل على ما يريد مثلما يعطي أيضا، فلا
حاجة للعِناد أو الإصرار على عدم سماع الكلام.
· توقف عن الصراخ في وجه طفلك
هل يظن الآباء أنهم بالصراخ المستمر في وجه أطفالهم أنهم سوف يسمعون كلامهم وأوامرهم، ليس صحيحا، بل على العكس تماما، يكبر الأطفال ويزداد عنادهم وعدم سماعهم للكلام، لأنهم لم تربوا على النقاش والاقناع والاتفاق قبل تنفيذ الأوامر.
·
احترام الأبناء أمام الغير وعدم التحقير منهم
يرتكب
الآباء أحيانا في حق أبنائهم وهي السخرية منهم أمام الآخرين، والتقليل من
احترامهم، مما يجعلهم وسيلة للسخرية والتنمر، مما يؤثر بشكل كبير على سماعهم
للكلام، وتتفاقم لديهم مشكلة العناد والتمسك بالرأي.
احترام الأبناء وتقديريهم، والاستماع إليهم من أهم طرق علاج مشكلة العِنْد عند الأطفال.. فاحرص عزيزي الأب وعزيزتي الأم على تكوين شخصية ابنكما بالاستماع إليه واحتوائه، ومناقشة أفكاره.
·
ابتعد عن ممارسة العنف معهم أو أمامهم
حتى ينشأ الأطفال أسوياء ابتعد تماما عزيزي الأب عن ممارسة العنف مع
أطفالك ومحاولة جعلهم يسمعون الكلام بقوة، فهذا يصنع طفلًا خائفا من كل شيء، وضعيف
الشخصية، ويتحول إلى طفل متمرد عليك بعد ذلك، وحاول عن تتعامل مع اطفالك باللين
والاقناع بدلا من العنف والقسوة.
وفي ختام مقالنا هذا عن أسباب وأعراض مشكلة العِناد عند الأطفال، نرجو أن نكون قد قدمنا بعض الحلول لعلاج ظاهرة الطفل العنيد، والتي يعاني منها معظم الآباء، ولم يصلوا على حلول لها.
ونؤكد لكل أب وأم ألا نستهين بمثل هذه
الحلول والبحث عن حلول أكثر، ولا تعامل معها بمجرد القراءة فقط، فواجبنا تجاه
أبنائنا أن نتعلم فنون التربية الصحيحة وأن نتبع أساليب العلاج المختلفة، فأبنائنا
أعز علينا من أنفسنا، ويجد أن نتعب ونجتهد لنربيهم تربية صحيحة وسلمية.


تعليقات
إرسال تعليق
اكتب لنا في التعليقات عن رأيك في الموضوع